كثيرا ما أسمع في الملتقيات التي تعقد هنا وهناك، وفي ندوات جامعيّة، قصائد ممّا يدعى بالشعر الحرّ أو يرى أصحابه مخلصين أنّه كذلك، معجبين بإبداعهم إلى أقصى حدود الإعجاب، جاهدين مجتهدين في إبراز روعته وجماله بما أوتوا من قدرة في الأداء الصوتيّ. وكثيرا ما أسأل المترشّحين إلى شهادة دكتوراه الدولة عن تعريف الشعر الحرّ، في دراستهم لبعض نماذجه، وعن نشأته، وأسبابها وعن تطوّره في النصف الثاني من القرن العشرين فأجدهم لا يعرفون عن ذلك شيئا. بل رأيتهم لا يميّزون بينه وبين ما سمّاه بعض أدباء المهجر، في القارّة الأمريكيّة، بالقصيدة النثريّة وحذروا من أن يخلط بينها وبين النّثر.